الأطر العليا المعطلة

واليوم العالمي لحقوق الإنسان



بقلم: سعيد الحاجي، عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة.
بعد أيام قليلة سوف يحتفل العالم أجمع بذكرى لها دلالات عميقة ومتعددة، إنه 10 دجنبر الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أي عندما أقدم المنتظم الأممي على صياغة مجموعة من البنود التي تعطي للإنسان الحق في كل ما يضمن له حريته وعيشه الكريم وانعتاقه من العبودية والخضوع للآخر سواء كان شخصا أو نظاما، وتمكينه من العيش وفق القناعات التي يؤمن بها وقول ما يراه صائبا مع عدم المساس بحرية الآخرين في نفس الوقت، أي أن هذا الإعلان أعطى معنى لحياة الإنسان على وجه البسيطة وذلك كيفما يريد أن يعيشها شريطة الانضباط في نفس الوقت للقوانين التي تجعل حياة الآخرين مضمونة بنفس الشكل.
نعم هذا هو جوهر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لذلك فكل إنسان من موقعه ووضعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي يرى فيه ذلك النبراس الذي يضيء حياته، وكل إنسان بحسب احتياجاته يرى بنود حقوق الإنسان وما تم تمكينه منها وما لم يتم، بما في ذلك الحق في الشغل والعيش الكريم الذي يرى في حاملو الشواهد العليا المعطلون جوهر نضالاتهم التي يمارسونها في هذه البقعة الجغرافية من أرض الله الواسعة.
فالحق في الشغل هو حق جوهري تدور في فلكه العديد من الحقوق، إذ تمكن المعطل من حق الشغل فسيتمكن من الحقوق الأخرى، أما إذا غاب فسيحرم بالتالي من باقي الحقوق بالنظر إلى أن الحق في الشغل يعطي الحق في العيش الكريم مثلما يعطي الحق في تحقيق الأحلام والطموحات.
الحق في الشغل يتيح الحق في العيش بكرامة بعيدا عن استجداء الآخر وطلب المساعدة باستمرار والإحساس بأن المعطل عالة على الجميع...
الحق في الشغل يتيح الحق في المكافأة على سنوات الدراسة الطويلة في المؤسسات التعليمية العمومية، ومكابدة عناء مواصلة الدراسة في بلد يصعب عليك فيه الاستمرار في أي شيء يدخل البهجة على القلوب.....
الحق في الشغل يتيح الحق في تكوين أسرة والتمتع برؤية أبناء يملؤون الحياة براءة وشقاوة طفولية قبل أن يدب اليأس في أوصالك وتصبح مجرد رقم في إحصائيات الساكنة، شخصا قتل الانتظار شيئا اسمه المشاعر في وجدانه....
الحق في الشغل يتيح الحق في رد جزء ضئيل جدا من الدين الذي في عنق كل معطل تجاه والدين ضحيا بالكثير في سبيل تربيته وتعليمه، هذا إن كتب الله في حياتهما عمرا مديدا يلحقان به توظيف ابنها أوابنتهما قبل أن يغادرا الدنيا حسرة على أمل لم يتحقق ....
الحق في الشغل يتيح الحق في الحفاظ على الجسد سليما معافى وفي مأمن ضربات حاقدة لرجال مسخرين لقمع النضال السلمي للمعطل من أجل حقه العادل والمشروع في الشغل، وحتى لا يخرج بعاهة مستديمة تجعله نادما على اليوم الأول لتعلمه الحروف الأبجدية ....
الحق في الشغل يتيح حق المساهمة في بناء مجتمع سليم على أساس العدل والمساواة في الاستفادة من خيرات البلاد.....
الحق في الشغل يمكن من الحق في استثمار المعرفة المكتسبة طيلة ما يفوق عقدين من الدراسة في تنمية البلاد ونشر الوعي والرقي بالمجتمع....
الحق في الشغل يتيح الحق في توفير مصاريف العلاج من أمراض كثيرة محتملة جدا في هذه البلاد وتجعلك في مأمن من السقوط في براثن مرض فتاك في وقت أصبحت مجرد نظرة إليك من طرف طبيب مستشفى عمومي تستوجب أداء ثمنها ......
الحق في الشغل يتيح  الحق في التمتع بالمشاعر والأحاسيس النبيلة، يتيح الحق في الشعور بالسعادة والحب والوفاء والواجب والأمانة و و و .....
الحق في الشغل يتيح الحق في الأمل الذي لولا وجود بصيص منه لدى كل معطل يناضل في شوارع الرباط، لانتهى به المطاف في قوائم سكان المقابر الذين ارتاحوا من صخب هذه الحياة الفانية، وذهبوا إلى حيث لن ينتظرون وعودا من مسؤولين ارتبط خطابهم بالآجال العشرية والعشرينية....
الحق في الشغل بكل بساطة يعني ...
الحق في الحياة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق