الربان مصطفى : عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة
ان الناس هم من يصنعوا تاريخهم ليس بالشعارات ولا بترديد الترهات, ولا بالمزايدات من هنا وهناك, ولا بالتباكي على ماضيهم وواقهم المرير بل بالتضحيات الجسام وبالمبادئ الراسخة, إيمانا منهم بان الكرامة ليست للمساومة والشغل لا يقبل المزايدة إما أن نكون أو لا نكون, مسار تاريخنا نرسمه بعاهات مستديمة ونمضيه بالدم.
لقد جئنا في غبش الظلماء في زمن الجزر في وطن يحكمه غياب الضمير, فحكموا علينا بسنة من القمع والحرمان...سنة من المطاردات الهوليودية عبر شوارع الرباط السيئة الذكر, سنة من الإحباط, سنة من المعاناة تجرعنا فيها كأس المرارة, سنة من الظلم والقهر حملنا العاهات المستديمة ولم نستسلم, أجسامنا أصبحت لوحة لقوات القمع يرسمون فيها برامجهم ومخططاتهم الفاشلة, ومختبر التجارب لإثبات صلاحية عصيهم, ولم نستسلم, سنة تمر على مجموعة الصمود ولا زالت صامدة مناظلة مكافحة, إيمانا منها بأن الحق ينتزع ولا يعطى في هذا البلد, لا بالشعارات أكيد بل بلهيب المعارك.
إن طريق النضال شاق وطويل مليئ بالأشواك, نعرف ونعي هذا نحن مناظلين ومناظلات مجموعة الصمود إخترنا هذا الدرب وعليه سائرون بقناعتنا بثباتنا وبتضحياتنا, صنعنا سنة من النضال ولا زلنا على الخط, لا القمع, لا الحصار, لا المحاكمات الصورية, ولا الترهيب قادر على تحريف مسارنا وخلخلة مبادئنا, ومن صار على الدرب وصل.
نحن هنا وسنبقى هنا اليوم بعاهات مستديمة وغدا شهداء, لا يهمنا المهم ألا نستسلم, قد تستطيعون قطف برعم وزهرة لكن جزما لن تستطيعوا وقف زحف أطر مجموعة الصمود, لن نركع للعطالة, قد ترهبوننا اليوم وغدا لكن لن تستطيعوا إرهاب مجموعة الصمود, لنا طريقنا في النضال ولكم طريقكم في القمع, نحن صناع تاريخنا وفرسان زمننا.
لسنا بفوضويين و لا بصبيانيين, نحن المسحوقين المظلومين نحن اللذين سلب حقنا في الشغل, سلب حقنا في العيش الكريم, فكيف يا سادة نعيش بدون شغل فكيف لا نصرخ, لا ننفجر, فكيف لا نناظل, فلماذا تدعوننا بالفوضويين والمغامرين نحن لسنا كذلك, نحن أبناء هدا الوطن من صلب هذا الوطن, أجدادنا وأبائنا من حرروا هذا الوطن, فبأي حق تحرمون أبنائهم من العيش الكريم, إلى أين نذهب وإلى أين نسير فأرجوكم دلونا, لماذا تنعتوننا بأخبث النعوت وكأننا مستعمرين وغزاة, لا نطالبكم بتقسيم الثروة ولا بالتخلي عن كراسيكم ولا نزاحم أبنائكم في المناصب فأنتم أولى نحن فقط.....؟؟ّ إذن لماذا تقمعوننا ؟ لا نطالبكم بإعادة بناء جدار برلين, ولا بتفعيل حلف وارسو, نطالبكم فقط بالفتات فحتى الفتات تصادرونه منا.
سنة مرت وسنة حلت ولا زالت عائلاتنا تتجرع المرارة تلوى المرارة, لا زالت أمهاتنا تذرف الدموع وتحصي الأيام, وأباؤنا يتحصرون على واقع فلذات أكبادهم, وهم لا زالوا يعيشون على الأمل, عسى هذا الليل المظلم أن ينجلي عساه أن يمن خيرا على أبناءهم, سنة مضت لكن لا حياة لمن تنادي.
مللنا من ترديد الشعارات أمام قبتكم المشبوهة, وسئمنا خطبكم البزنطية وشعارتكم المصطنعة وخططكم التشغيلية المنمقة المكسوة بالعبارات الرنانة والأكاديب الممنهجة على إعلامكم المفضوح, فأين أنتم و إعلامكم من دمائنا التي تسيل, وأين أنتم من شعاراتكم: الوطن للجميع, المواطنون سواسية, الشغل حق من حقوق الإنسان ... عذرا نحن ربما لم نعرف قدرنا سامحونا لقد تجرأنا عليكم؟؟
إن الضعط حتما يِؤدي إلى الإنفجار, إنه ليس كلامنا لكنه قانون العلوم, فاستوعبوا تجارب التاريخ واستفيدوا منه, فأطر مجموعة الصمود قد لا يتحملون المزيد, فلا تلموننا قد يطبق علينا قانون العلوم هذا مرغمين, فنحن لا نقبل القسمة على إثنين, إما الشغل وإما أن نرحل في صمت, وندع أمهاتنا تزغرد, وأباِِؤنا يقرعون الطبول ويسردون تاريخ أبنائهم.
سنة مرت: إصابات, كدمات, جروح, تنكيل, إهانات...حصيلة سنة, سنة حلت نفتح صفحة, ونقول لكم, كل عام ومجموعة الصمود على الدرب سائرة, على الخط صامدة, على المبدأ ثابتة, بالشغل نحيا, بالكرامة نعيش, بالنضال نتمسك, بالإتحاد نواصل, بالحل الشامل نرضى, بالإدماج المباشروالفوري نوقع.
يدك بيدي
نبني الصمود الأبدي
ونشعل الشوارع لهبا
نصنع مجدا لكل معطل
ونمضي إلى الأمام
ثورة معطل...ثورة صامد
جئنا في زمن الجزر
جئنا في زمن الهزائم
حناجرنا سلاح معطل
بدمك ودمي نوقع مجدنا الأبدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق