جميلة هي الصور التي ترسم في شوارع الرباط، والتي تتجسد فيها العطالة في أرقى تمظهراتها.
ألوان بالأخضر، و الأزرق و الأصفر، وما شئت إلى أن يكتمل الطيف، تختزن مأساة مريرة لفئة هي نخبة النخبة، ومستقبل البلاد و الأمة.
إنهم حملة الشواهد العليا، من خريجي الجامعات و مراكز الأبحاث المغربية، التحقوا للرباط بأرض الرباط، لا للجهاد ضد الغزاة كما كان حال أسلافهم، و لكن لانتزاع حق أرادت أن تعصف به ريح السياسة الخرقاء.
عجبا ! في زمن تتقدم فيه الدول بعلومها، وكفاءات أبنائها، مستفيدة من هفوات الماضي ،تأبى حكومتنا الموقرة إلا أن تعيد الزمن إلى الوراء، لتكرر نفس أخطاء الأجداد أيام السلطان الحسن الأول، الذي أراد عن دراية و فطنة تحديث المغرب و مجاراة أوربا المتجاوزة، فقام بإرسال بعثات علمية إلى أوربا للاستزادة من علومها و خبرات أهلها، شأنه في ذلك شأن اليابانيين الذين لم يكونوا أفضل حالا منا.
لكن مشروع هذا السلطان النبيه، اصطدم بحفنة ممن كانوا يمثلون نخبة المجتمع، وهم على كل حال حفنة من الفقهاء الذين لا يفقهون شيئا، وقفوا أمام استثمار هذه البعثات للنهوض بأوضاع البلاد و العباد، وبلغ بهم الأمر إلى اتهام أعضاء هذه البعثات بالمروق عن الدين، لا لشيء سوى لأنهم أصبحوا يلبسون على النمط الاوربي. ولكم أن تتخيلوا..
و أضحينا نحن المتأخرين نردد السؤال البليد: لماذا تقدمت اليابان و تأخر المغرب؟ و الجواب تعرفونه: استثمر اليابانيون كفاءات بعثاتهم، وتقاعس الأجداد عن ذلك.
وما زال وزراؤنا الموقرون يكررون نفس التجربة، وكأن الوقت لم يحن بعد للاستفادة من أخطاء الماضي و تفادي تكرارها. و من يدري فقد يكونون على جهل بها..
إن النواة الحقيقية لأي تقدم يرجى، يكمن حصرا في استثمار هذه النخبة من ذوي الكفاءات العلمية العالية، الذين يزركشون شوارع العاصمة و أزقتها بألوانهم المختلفة ذات الدلالة الواحدة، المتمثلة في العطالة، لا يملكون سوى حناجرهم التي تصدح مطالبة بالإدماج، على مرأى و مسمع وزراء و نواب الأمة في البرلمان، طبعا إذا لم يداهمهم النوم على حين غرة كما هي العادة دائما، و لسان حالهم يقول "وعدنا أكواخ القش بالسلام و أضرمنا فيها النيران" ...
...............................................محمد فارس
ألوان بالأخضر، و الأزرق و الأصفر، وما شئت إلى أن يكتمل الطيف، تختزن مأساة مريرة لفئة هي نخبة النخبة، ومستقبل البلاد و الأمة.
إنهم حملة الشواهد العليا، من خريجي الجامعات و مراكز الأبحاث المغربية، التحقوا للرباط بأرض الرباط، لا للجهاد ضد الغزاة كما كان حال أسلافهم، و لكن لانتزاع حق أرادت أن تعصف به ريح السياسة الخرقاء.
عجبا ! في زمن تتقدم فيه الدول بعلومها، وكفاءات أبنائها، مستفيدة من هفوات الماضي ،تأبى حكومتنا الموقرة إلا أن تعيد الزمن إلى الوراء، لتكرر نفس أخطاء الأجداد أيام السلطان الحسن الأول، الذي أراد عن دراية و فطنة تحديث المغرب و مجاراة أوربا المتجاوزة، فقام بإرسال بعثات علمية إلى أوربا للاستزادة من علومها و خبرات أهلها، شأنه في ذلك شأن اليابانيين الذين لم يكونوا أفضل حالا منا.
لكن مشروع هذا السلطان النبيه، اصطدم بحفنة ممن كانوا يمثلون نخبة المجتمع، وهم على كل حال حفنة من الفقهاء الذين لا يفقهون شيئا، وقفوا أمام استثمار هذه البعثات للنهوض بأوضاع البلاد و العباد، وبلغ بهم الأمر إلى اتهام أعضاء هذه البعثات بالمروق عن الدين، لا لشيء سوى لأنهم أصبحوا يلبسون على النمط الاوربي. ولكم أن تتخيلوا..
و أضحينا نحن المتأخرين نردد السؤال البليد: لماذا تقدمت اليابان و تأخر المغرب؟ و الجواب تعرفونه: استثمر اليابانيون كفاءات بعثاتهم، وتقاعس الأجداد عن ذلك.
وما زال وزراؤنا الموقرون يكررون نفس التجربة، وكأن الوقت لم يحن بعد للاستفادة من أخطاء الماضي و تفادي تكرارها. و من يدري فقد يكونون على جهل بها..
إن النواة الحقيقية لأي تقدم يرجى، يكمن حصرا في استثمار هذه النخبة من ذوي الكفاءات العلمية العالية، الذين يزركشون شوارع العاصمة و أزقتها بألوانهم المختلفة ذات الدلالة الواحدة، المتمثلة في العطالة، لا يملكون سوى حناجرهم التي تصدح مطالبة بالإدماج، على مرأى و مسمع وزراء و نواب الأمة في البرلمان، طبعا إذا لم يداهمهم النوم على حين غرة كما هي العادة دائما، و لسان حالهم يقول "وعدنا أكواخ القش بالسلام و أضرمنا فيها النيران" ...
...............................................محمد فارس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق