اليوم العالمي لحقوق الإنسان...الأمل...برغم الألم‼
إن جوهر الإشكال الذي كان و لا يزال يعاني منه المغرب٬ ارتبط بشكل كبير بمسألة الإصلاح بمفهومه الشامل٬ فكل أطياف و ألوان قوس قزح السياسي التي تعاقبت على تدبير الشأن السياسي بالمغرب قد أوصلتنا - نحن أجيال العطالة البنيوية – إلى عنق الزجاجة٬ كما أوصلت نفسها. و هاهي الآن تنادي من فينة لأخرى بالإصلاح بعدما أصبح الإصلاح ضرورة لها٬ بعدما جفت دماؤها و نخرها الفساد. فلا جدوى من دعوات الإصلاح إن لم تكن هناك إرادة سياسية مندمجة تجعل الإنسان في قلب معادلة التنمية و محور الاقتصاد الاجتماعي. و على أساس عدم التمييز بين المسألة التنموية و المسألة الاجتماعية و أن مستقبل المواطن لا ينفصل عن مصير الوطن.
و كم كان صادقا الروائي الأكاديمي المغربي سالم بنحميش وزير للثقافة حاليا حين قال: « التاريخ يعلمنا أن الأمة التي يعتريها الشعور بالتسلط و الهيمنة و سراب الخلود هي أقرب ما تكون إلى التصدع و الأفول » إنتها كلام السيد الوزير.
و بالرجوع إلى تاريخ المغرب الحديث سيرى الكثير منا أن هذا الجفاء السياسي و الركود التنموي الذي نتخبط فيه اليوم٬ له ارتباط وثيق بشكل ما بما ساد في فترات معينة. و بذلك يكون داء العطب فينا قديم.
إن الفقر الذي يعتري السواد الأعظم من الشعب المغربي ليس ظاهرة طبيعية و لا حتى مسألة قضاء و قدر وإنما هو معضلة بنيوية ناتجة بالخصوص عن اختيارات وسياسات اقتصادية واجتماعية انتهجت منذ عقود. و هنا لابد من التمييز بين مفهوم الفقر و التفقير فالأول ينقسم إلى نوعين فقر نسبي و فقر مطلق... أما التفقير فهو أعمق و أخطر من ذلك هو آلية من آليات الفعل السياسي والفعل الاقتصادي والفعل الاجتماعي.
فإذا كانت بعض الصحف الحزبية البخيسة و القنوات الرسمية الكئيبة تروج للمغرب الحداثي و عن تحسن أوضاع حقوق الإنسان ببلادنا، فإنه بإعتبارنا عضوا بمجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة بالعاصمة الرباط أوجه دعوة إلى جميع الهيئات و المنظمات الحقوقية المحلية و الدولية و إلى منظمات المجتمع المدني و إلى كل الضمائر الحية المغربية و الأجنبية للوقوف على أشكال القمع و الاستبداد الذي تتعرض إليه و بشكل يكاد يكون يومي « مجموعة الصمود الأطر العليا » من طرف الأجهزة القمعية المخزنية٬ لا لشيئ إلا لكسر الحاجز أمام مطالبنا العادلة و المشروعة دستوريا لحقنا في الشغل طبقا للقوانين و المواثيق الدولية.
اليوم٬ يبدو أن مسألة الإصلاح أصبحت كلمة السر في المشهد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي المغربي٬ و هي الكفيلة بإخراج المغرب من حالة النكوص و الركود السياسي و التنموي٬ الذي يمر به منذ زمن٬ و لكن يبدو لي أن كل طرف يفهم و يروج بالإصلاح بطريقته الخاصة. فالسياسيون يرون في دعوى الإصلاح وسيلة تلميع و تجميل فريدة٬ يجملون بها أنظمتهم العتيقة٬ دون أن يغيروا شيئا في مضمونها. و الحركات الاحتجاجية التي تشكل المجموعات العاطلة من حاملي الشهادات العليا و المرابطة بالعاصمة أبرز سماتها٬ وسيلة لنيل حقوقها المسلوبة٬ و العيش بكرامة٬ و درجة أقل من القمع.
و ما دمنا نتحدث عن الإصلاح٬ و في ظل تخليد سكان المعمور لليوم العالمي لحقوق الإنسان٬ فإن خيارنا الوحيد و الأوحد – نحن مجموعة الصمود الأطر العليا المعطلة – يكمن في كسر الحاجز الجليدي الذي بناه ساسة العار٬ إزاء مطالبنا المشروعة و العادلة للحق في الشغل كما نصت على ذلك المواثيق و العهود الدولية٬ و بالتالي فتح قنوات نحو غد جديد و مشرق.
................................ربيــــع ضـريـس 33
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق