مسلسل المعاناة.....................في انتظار الأمل
الربان مصطفى : عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة
" نحن لا نولد من أجل أنفسنا بل من اجل الوطن "
قالها صاحب المدينة الفاضلة منذ ألاف السنين ، نعود في القرن الواحد والعشرين لنرددها بعيون دامعة وقلوب يحتصرها الحزن والأسى وشعور بالألم والخوف من "بعبع " المستقبل الغير الواضح المعالم، المظلم في تجلياته و المخيف في توقعاته. نحن طالما اعتبرنا أنفسنا طاقات هائلة مؤهلة قادرة على مسايرة وركب قاطرة التنمية والدفع بها إلى الأمام ،قادرة على تفجير ما اكتسبته من معارف ومؤهلات عبر تدرجها في أسلاك التعليم والتحصيل في أحلك وأصعب الظروف إيمانا منا بأنها مرحلة ونسلك بر الأمان ، لكن اكتشفنا لسوء حظنا أو لحظنا السيء أو ان شئنا الدقة لسوء فهمنا لواقعنا المعاش بأن طريق المعاناة محكوم علينا منذ ولادتنا في الأدغال المنسية، وصولا إلى شوارع الرباط لتكتمل المأساة ونكتشف بأنها لازالت تلاحقنا ، لم نتوقع أو بالأحرى لم نتكهن لا في الأحلام ولا في أشد الكوابيس أن السنوات التي قضيناها في تحصيل المعرفة والعلم لنيل الشواهد العليا تؤدي بنا إلى القهر والظلم والزرواطة في أرقى تجليات القمع .
نحن لم نولد لتحمل أخطاء السياسات الاجتماعية المتبعة ، لم نولد لنكون فئران تجارب لإصلاحات طالما تغنى بها الساسة على أنها الخلاص والنعيم لكل من تطلع إلى العيش الكريم ، والعطشى لديمقراطية والعدل والمساواة بين أبناء الوطن الوحيد...... وأخيرا اكتشفنا وفهمنا زيف الشعارات وحقيقة الوعود المغلوطة وواقع التضليل الممارس ضدنا عندما اصطففنا أمام طابور المعطلين لجني نصيبنا من المعاناة وكأنها حتمية القدر لمن يريد دق باب الوظيفة العمومية. إن المرحلة والتجربة التي أرغمنا على دخولها ، تسمى داخل أبجديات المعطلين بالوحدة التي لم تستوفى بعد، و تحدد مدتها بمدى صلابة العزيمة النضالية وقدرة التحمل النفسية والإرادة القوية والقناعة الراسخة والثابتة ومدى تقبل التحديات. إنها وحدة تستوفي بشكل جماعي و فيها تتوحد كلمة " الباحثين المناضلين " في شتى المجالات وكل التخصصات والنتيجة محسومة مسبقا ، عاهات مستديمة ، وجروح نفسية مدى الحياة ....
ولدنا من أجل الوطن لخدمة هذا الوطن العظيم نريده مضائا في المستقبل ، يقود قاطرة التنمية ونبراسا للتقدم ورمزا للعدالة الاجتماعية وموطئا للعدل والمساواة ومرجعا لحقوق الإنسان ومنبرا للحرية وناشرا للديمقراطية ،نحن الذين تسلخ جلودنا، هذا هو الوطن الذي نريد ترسيخه، هذا هو الوطن الذي لأجله نطمح ومستعدين للتضحية في سبيله ونحلم بالعيش فيه ، غير ذلك نقول لا ثم لا. نحن الذين نقهر وننعت أمام القاصي والداني بآخر ما استجدت به مصطلحات الرذيلة الحاطة للكرامة ، نحن الذين سرقت أحلامنا بغير حق وسحقت عظامنا ودمرت نفسيتنا ، أتعرفون أين ؟ أمام قبة " البر والأمان " وأجلت عمدا أو إن شئنا الدقة غصبا انتظاراتنا وانتظارات عائلاتنا التي تعاني في صمت.
لطالما رددنا من شعارات تلوى الشعارات وخططنا من لافتات لمئتي سنة من المعاناة طالما رددنا "أنا مغربي أنا ؟ بالهوية والسلالة؟ استحالة ! استحالة ! نركع للعاطلة".... لكن لا حياة لمن تنادي. طالما سمعنا " الله يسهل عليكم ". شاهدنا مرارا دموع يذرفها رجال ونساء ساقهم القدر أمام شوارع الرباط ليكونوا شهداء على مصيرنا، ويقولون في تأثر بالغ: " اللهم ان هذا منكر " فكيف تقمعون أبنائكم ؟ لا لشيء إلا لأنهم حاملي شواهد عليا ، فهل نستحق كل هذا. فلم نعد قادرين على الغوص في التحليل ، لقد عطلت عقونا أو على الاصح عطلتموها ؟
جئنا في زمن الردائة، زمن تسود فيه الزبونية وتتفشى فيه المحسوبية والإقصاء الممنهج ، لايمكن يا سادة لأي مجتمع ينشد التطور الحضاري والتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية أن ينهض ويسير إلى الأمام ويتباها بين الامم في ظل سيادة حفنة من الانتهازيين والوصوليين يفرملون عجلة التنمية ويقفون حجرة عثرة أمام العقلاء لمن لهم حسن نية للتقدم للأمام ووضع حد لهاته المأساة والمعاناة التي لا تفرح لا الأصدقاء ولا الخصوم. نذكركم فالذكرى تنفع المؤمنين" لكل شخض حق في العمل ، وفي حرية اختيار عمله وفي شروط عادلة ومرضية وفي الحماية من البطالة" لن نركع للعطالة ...لا ثم ألف لا فالشغل حقنا والكرامة مطلبنا فلن تسلب منا ........ في انتظار الأمل والفرج نقول لكل الأطر العليا المعطلة المرابطة بشوارع الرباط عيد مبارك سعيد كل عام وأنتم صامدون ثابتون بالأدماج المباشر متمسكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق