حيرة المنتظرين ...وجلال الناظرين


أيت القائد عبد الكريم عضو مجموعة الصمود

لست اتحد ث عن الانتظار بمعنى الهنيهة والساعة واليوم،ولكن انتظار الأعوام والعقود.فلقد كنا أيام دراستنا في سلك الإجازة والدراسات العليا ننتظر النتائج بلهف شديد وحرص سديد وشوق فريد ،لكن بمجرد أن تطلع النتائج فإن هذا الانتظار يزول ويهون.
ومهما كان هذا الحال فإنه واقعي وطبيعي ومنطقي،أما الحال الغريب والعجيب للانتظار الذي أتكلم عليه فهو أجل غير مسمى، إنه ترقب الإفراج عن الأطر العليا المعتصمة في الرباط،، وهو ترقب معقد ومديد
معقد: لأن هؤلاء لا يطلبون فراغا وانقعاسا، ولكن انخراطا في العمل الاجتماعي بتضحية دامغة وعزيمة غالية، هذا من ناحية، من ناحية أخرى فإن التنمية المحلية والوطنية محتاجة إلى هذه الطاقات الباهرة والكفاءات النافعة واليافعة.
ومد يد لأنه آمال والآلام
آمال لأن المجموعات التي حضرت الحل في السنة الفارطة، ومنها مجموعة الصمود للأطر العليا كانت قد وعدت بالإدماج في السنة التي تعقبها.فعلا تم الإعلان عن مناصب السنة الجارية فتقوت الآمال وتعضدت وأبهرت الأطر العليا والمتتبعين...
بل الأدهى أن جل الحوارات التي تمت مع المسؤولين في هذه السنة، كانت تعد الأطر بعدد مهم و استثنائي و فجائي...
جاء اللقاء الأمني الأول فكرس تلك الآمال ووطدها ، فقالوا لاتيأسوا فتنزلوا... ولا تركنوا إلى الجمود فتمسكم العطالة...
أما الآلام فتعد ولا تحصى وتروى ولاتطوى وتمضي ولا تنقضي وتقرح ولا تفرح...ومن تلكم الآلام العميقة والعقيمة، الشهور والأعوام التي تمشي سبهللا وسدى، فتوقع تيها وشرودا في نفوس الأطر العليا.
أما الآلام الاجتماعية فتتمثل في فراق الأهل والأقارب والأحباب...ومن الآلام الجسدية الرفس والعفس والركس والخمش...ومن الآلام المادية مصاريف النقل والكراء والعيش...أما الآلام الدينية فاسأل عنها فإنها إن تبد لك عسى الله أن يتوب عليك. نسأل الله تعالى أن يطوي عنا آلامنا و أن يحقق آمالنا.
قالواانتظروا أوائل الشهر الأول من العام الحالي للإعلان عن الحل...قلنا طيب.
قالوا انتظروا أواخر الشهر الأول...قلنا نعم
قالوا انتظروا أوائل الشهر الثاني...قلنا حاضر
قالوا انتظروا منتصف الشهر الثاني ...قلنا لا حرج
قالوا انتظروا أواخر الشهر الثاني وسوف نستبدلكم سوء الصمود بحسن الإدماج، اذهبوا فانتم الطلقاء لاتتريب عليكم، اليوم وظيفة بلا صمود، اليوم يعفوا الله عنكم وهو ارحم الراحمين ،قلنا يارب.
قالوا انتظروا اوائل الشهر الثالث ...قلنا: ترقبوا نهضة الصمود إذا خالفتم الوعود...
جاء منتصف الشهر الثالث فتم الاتصال بالمسئول فقال: نحن في حوار ،حوار ،حوار،حتى حورت المعطيات وحيرت.فقلنا هيا يامسئول حقق الوعود وهيا يا صمود كسر القيود...ولا يلدغ العاقل من الجحر مرتين.
حلت أواخر الشهر الثالث فقالوا نحن في حوار ،قلنا إنا لاندري أشر أريد بنا أم خير، نسأل الله تعالى أن يكون خيرا وأن يكون هذا الانتظار لنا لاعلينا، فلقد قيل انتظار خير خير، لأنه ينسي ولايبكي، وانتظار سوء سوء، لأنه لاينسي ويبكي.
جاء اللقاء الأمني الثاني في أول الشهر الرابع من العام الجاري فقالوا انتظرونا و إنا لكم عندنا لحسن مآب...، فقلنا: إنا منتظرون، فإما مدمجون، أو إنا إلى صمودنا راجعون، و إنا إلى ربنا لمنقلبون...
و إنا إذا غامرنا في الاحتجاج فلن نقبل بما دون الإدماج
فطعم الموت في أمر حقيــــــــر كطعم الموت في أمر كبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق